فصل: (باب الفاء والياء وما يثلثهما)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


‏(‏باب الفاء والنون وما يثلثهما‏)‏

‏(‏فني‏)‏

الفاء والنون والحرف المعتلّ‏.‏ هذا بابٌ لا تنقاس كلِمُهُ، ولم يُبْنَ على قياسٍ معلوم، وقد ذكرنا ما جاء فيه‏.‏ قالوا‏:‏ فَنِيَ يَفْنَى فَناءً، والله تعالى أفناهُ، وذلك إذا انقطع‏.‏ والله تعالى قَطَعه، أي ذهب به‏.‏ والفَنَا مَقصورٌ‏:‏ عِنَب الثّعلب‏.‏ والفِناء‏:‏ ما امتدَّ مع الدَّار من جوانبها، والجمع أفنية‏.‏ ويقولون‏:‏ هو من أفناء العرب، إذا لم يُدْرَ ممن هو‏.‏ والمُفانَاة‏:‏ المداراة‏.‏ قال‏:‏

أقيمه تارةً وأُقْعِدُه *** كما يُفانِي الشَّمُوسَ قائدُها

والأَفانِي‏:‏ نبت، الواحدة أفانِيَة‏.‏ والفَنَاة‏:‏ البَقرة، والجمع فَنَوات‏.‏ وشجرةٌ فَنْواء، إذا ذهبت أفنانُها في كلِّ شيء، والقياس فَنَّاءُ، لأنَّه من الفَنَن‏.‏

‏(‏فند‏)‏

الفاء والنون والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على ثِقَل وشدة، ويقال بعضه على بعض‏.‏ من ذلك الفِنْد‏:‏ الشِّمراخ من الجبل، وقال قوم‏:‏ هو الجبَلُ العظيم، وبه سمِّي الرجل فِنْداً‏.‏

وممَّا يقاس عليه التفنيد، و‏[‏هو‏]‏ اللوم، لأنَّه كلام يثقل على سامعه ويشتدّ‏.‏ والفَنَد‏:‏ الهَرَم، وهو ذاك القياس، ولا يكون هَرَماً إلاّ ومعه إنكارُ عقل‏.‏ يقال أَفْنَدَ الرّجُل فهو مُفْنِدٌ، إذ أُهْتِر‏.‏ ولا يقال عجوزٌ مُفْنِدة، لأنَّها لم تكُ في شبيبتها ذاتَ رأي‏.‏

ويقولون‏:‏ الفَنَد‏:‏ الكذب‏.‏ وممكنٌ أن يكون سمِّي كذا لأنّ صاحِبَه يفنَّد، أي يلام‏.‏ وممكنٌ أن يسمَّى كذا لأنَّه شديد الإثم؛ شديدٌ وِزْرُه‏.‏

‏(‏فنع‏)‏

الفاء والنون والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على طِيبٍ وكثرةٍ وكَرَم‏.‏ فالفَنَع‏:‏ الكَرَم‏.‏ ويقال إنَّ نَشْر المسكِ فَنَع‏.‏ ويقال نَشْر الثّناءِ الحَسن‏.‏ ويقال مالٌ ذو فَنَع، أي كَثْرة‏.‏ قال‏:‏

وقد أجودُ وما مالي بذي فَنَعٍ *** على الصَّديق وما خيري بممنونِ

‏(‏فنق‏)‏

الفاء والنون والقاف أُصَيْلٌ يدلُّ على كَرم ونَعْمة‏.‏ من ذلك الفَنِيق‏:‏ الفَحْل المكْرَم لا يُؤذَى لكرامته‏.‏ ويقال الفُنُقُ‏:‏ الجارية المنعَّمة‏.‏ والمفنّق*‏:‏ المنعّم‏.‏

‏(‏فنك‏)‏

الفاء والنون والكاف كلمتان‏.‏ قالوا‏:‏ الفَنْك‏:‏ اللَّجَاج‏:‏ ويقال اللزوم‏.‏ يقال‏:‏ فَنَكَ‏:‏ أقام‏.‏

والكلمة الأخرى‏:‏ الفَنِيك‏:‏ طرف اللَّحْيين عند العَنْفقة‏.‏ قال بعضُهم‏:‏ سألت أبا عمروٍ الشيبانيَّ عن الفَنِيك فقال‏:‏ أمَّا الأعلى فمجتمَع اللَّحيين عند الذَّقَن، وأمَّا الأسفل فمجتمع الورِكَين حيثُ يلتقيان‏.‏

‏(‏فنح‏)‏

الفاء والنون والحاء كلمة واحدة‏.‏ يقولون‏:‏ فَنَحَ الفرسُ من الماء، إذا شرب دونَ الرِّيّ‏.‏ قال‏:‏

والأخْذ بالغَبوق والصَّبُوح *** مُبرِّداً لمِقْأبٍ فَنُوحِ

المِقأب‏:‏ الكثير الشّرب للماء واللَّبَن‏.‏ ورواها آخرون‏:‏ ‏"‏لمِصْأَبٍ‏"‏، وهو الذي يشرب دونَ الرّيّ‏.‏ والله أعلم بالصواب‏.‏

‏(‏باب الفاء والهاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏فهج‏)‏

الفاء والهاء والجيم كلمة‏.‏ يقال إنَّ الفَيْهَج‏:‏ الخَمْر‏.‏ وأنشَدوا‏:‏

ألا يا اصْبَحينا فَيْهَجاً جدرية *** بماءِ سحابٍ يسبق الحقَّ باطلي

‏(‏فهد‏)‏

الفاء والهاء والدال يدلُّ على جِنْس من الحيوان، ثم يُستعار‏.‏ فالفهد معروف، والجمع فُهود‏.‏ ويقال فَهدَ الرَّجُل‏:‏ غَفَل عن الأُمور، شُبِّه بالفَهد‏.‏

وفي حديث أُمِّ زَرع‏:‏ ‏"‏إِنْ دخَل فَهِدَ، وإنْ خرجَ أَسِدَ‏"‏‏.‏ ويقولون هذا لأنَّ الفَهْد نَؤُوم‏.‏

والمستعار الفَهْدتان‏:‏ لحمتا زَور الفَرس‏.‏ ويقولون‏:‏ الفهد‏:‏ مِسمارٌ في واسطة الرَّحْل‏.‏

‏(‏فهر‏)‏

الفاء والهاء والراء ليس فيه من اللُّغة الأصلية شيءٌ ‏[‏إلاّ‏]‏ كلمةٌ واحدة، وهي الفِهر، مؤنَّثة، وهي الحجر من الحجارة‏.‏ ويقولون‏:‏ إِنّ الفَهْر‏:‏ أنْ يُجامِع الرّجلُ المرأةَ ويُفرِغَ في غيرها‏.‏ وقد جاء فيه‏.‏ ويقال تفَهَّرَ في المال‏:‏ اتَّسعَ فيه‏.‏ يقولون‏:‏ ناقةٌ فَيْهَرَةٌ‏:‏ شديدة‏.‏ وكلُّ هذا قريبٌ بعضُه في الضعف مِن بَعض‏.‏

‏(‏فهق‏)‏

الفاء والهاء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على سَعَةٍ وامتلاء‏.‏ من ذلك الفَهْق‏:‏ الامتلاء‏.‏ يقال‏:‏ أفهَقْت الكأسَ، إذا ملأتَها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏إن أبغضَكم إليَّ الثَّرثارون والمتفيهِقُون‏"‏ واحدهم مُتفيهِق‏.‏ وفي الذي يفهق كلامه ويَملأُ به فمَه قال الأعشى‏:‏

تَروحُ على آلِ المحلِّق جَفنةٌ *** كجابيةِ الشَّيخ العراقيِّ تَفهقُ

قال الخليل‏:‏ الفَيْهق‏:‏ الواسعُ من كلِّ شيء، حتى يقالُ مفازةٌ فيهق‏.‏ قال‏:‏ ومُنفهق الوادي‏:‏ متَّسَعه‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الأصل‏:‏ الفَهْقَة‏:‏ عظمٌ عند فائق الرَّأس مشرفٌ على اللَّهاة‏.‏

‏(‏فهم‏)‏

الفاء والهاء والميم عِلْم الشيء، كذا يقولون أهلُ اللغة‏.‏ وفَهمٌ‏:‏ قبيلة‏.‏

‏(‏باب الفاء والواو وما يثلثهما‏)‏

‏(‏فوت‏)‏

الفاء والواو والتاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على خلافِ إدراكِ الشّيءِ والوصولِ إليه‏.‏ يقال‏:‏ فاته الشَّيءُ فوتاً‏.‏ وتفاوَتَ الشَّيئانِ‏:‏ تباعَدَ ما بينهما، أي لم يُدرِك هذا ذاك‏.‏ والافتيات‏:‏ افتعالٌ من الفَوت، وهو السَّبق إلى الشَّيء دون الائتمار‏.‏ يقال‏:‏ فلانٌ لا يُفْتاتُ عليه، أي لا يُعْمَل شيءٌ دون أمرِه‏.‏

ومن الباب‏:‏ الفَوْت‏:‏ الفُرْجة بين الشَّيئين، كالفُرجة بين الإصبَعَين‏.‏ والجمع أفوات‏.‏ يقال‏:‏ ماتَ موتَ الفَوات، إذا فُوجئَ، كأنَّه فاته ما أرادَ من وصيَّةٍ وشِبْهها‏.‏ ويقال‏:‏ هو منِّي فَوْتَ الرُّمح‏.‏ وشَتَم رجلٌ آخرَ فقال‏:‏ ‏"‏جعل الله تعالى رزقَه فوتَ فيه‏"‏، أي حيث يراه ولا يصلُ إليه‏.‏

‏(‏فوج‏)‏

الفاء والواو والجيم كلمةٌ تدلُّ على تجمُّع‏.‏ من ذلك الفَوْج، الجماعة من النَّاس، والجمع أفواج، وجمع الجمعِ أفاوِج وأفاويج‏.‏ وأمَّا أفاجَ الرَّجُل، إذا أسرَعَ، فهو من ذوات الياء، والفَيْج منه‏.‏

‏(‏فوح‏)‏

الفاء والواو والحاء كلمةٌ تدلُّ على ثَوْرٍ وغَليان‏.‏ يقال‏:‏ فاحت الرِّيح تَفوح فَوْحاً‏.‏ وحكى ناسٌ‏:‏ فاحت القِدرُ‏:‏ غلَتْ‏.‏ وأفحتُها أنا‏.‏

‏(‏فود‏)‏

الفاء والواو والدال كلمةٌ واحدة، ثمَّ تستعار‏.‏ فالفَوْد‏:‏ مُعظَم شعرِ اللِّمَّة ممَّا يلي الأذُنين* ثم يقولون استعارةً لجناحَيِ العُقاب‏:‏ فَوْدان‏.‏

وممَّا ليس منه قولُهم‏:‏ فاد يفود، إذا مات، والأصل في هذا الياء، وقد ذكر‏.‏

‏(‏فور‏)‏

الفاء والواو والراء كلمةٌ تدلُّ على غَلَيان، ثم يقاس عليها‏.‏ فالفَوْر‏:‏ الغَلَيان‏.‏ يقال‏:‏ فارت القدرُ تَفورُ فَوراً‏.‏ قال‏:‏

تَفور علينا قِدرُهم فنُدِيمُها *** ونَفْثَؤُها عنَّا إذا حَمْيُها غلا

وفار غضبُه، إذا جاشَ‏.‏

وممَّا قِيس على هذا قولُهم‏:‏ فَعَله من فَوْره، أي في بدء أمرِه، قبل أنْ يسكُن‏.‏

‏(‏فوز‏)‏

الفاء والواو والزاء كلمتانِ متضادّتان‏.‏ فالأولى النّجاة والأخرى الهَلكة‏.‏

فالأولى قولهم‏:‏ فازَ يفوز، إذا نجا، وهو فائز‏.‏ وفاز بالأمر، إذا ذهب به وخلَص‏.‏ وكان الرجلُ يقول لامرأته إذا طلّقها‏:‏ فُوزِي بأمرك، كما يقال‏:‏ أمرُك بيدك‏.‏ ويقال لمن ظَفِر بخيرٍ وذهب به‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ‏}‏ ‏[‏آل عمران 185‏]‏‏.‏

والكلمة الأخرى قولهم‏:‏ فَوَّزَ الرَّجُل، إذا مات‏.‏ قال الكُميت‏:‏

فما ضرَّها أنَّ كعباً ثَوَى *** وفوّز مِن بعدِه جَرْوَلُ

ثم اختُلِف في المَفَازَة، فقال قومٌ‏:‏ سمِّيَتْ بذلك تفاؤلاً لراكبها بالسَّلامة والنَّجاة‏.‏ والمَفَازَة‏:‏ المَنْجَاة‏.‏ قال الله عزّ وعلا‏:‏ ‏{‏بِمَفَازَةٍ مِنَ العَذَابِ‏}‏ ‏[‏آل عمران 188‏]‏‏.‏ وقال آخرون‏:‏ هي من الكلمة الثَّانية، فَوَّزَ، إذا هَلكَ‏.‏ ثم يقال‏:‏ فوَّز الرَّجُل، إذا ركب المَفَازَة‏.‏ قال‏:‏

* فوّزَ من قُرَاقِرٍ إلى سُوَى *

‏(‏فوص‏)‏

الفاء والواو والصاد كلمةٌ تدلُّ على خُلوصٍ أو خَلاَصٍ من شيء‏.‏ يقال‏:‏ قَبَضت على ذَنَبِ الضّبِّ فأفاصَ من يدي، أي خلَّصَ ذنبه‏.‏ والمَفَاوصة في الحديث‏:‏ الإبانة‏.‏ وما يُفِيص بها لسانُه، أي يُبين‏.‏

‏(‏فوض‏)‏

الفاء والواو والضاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اتّكال في الأمر على آخَر وردِّه عليه، ثم يفرَّع فيردّ إليه ما يُشبهه‏.‏ من ذلك فوَّضَ إليه أمرَه، إذا ردَّه‏.‏ قال الله تعالى في قصّةِ من قال‏:‏ ‏{‏وأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللهِ‏}‏ ‏[‏غافر 44‏]‏‏.‏

ومن ذلك قولُهم‏:‏ باتوا فَوْضَى، أي مختلطين، ومعناه أنّ كلاًّ فوَّض أمرَه إلى الآخَر‏.‏ قال‏:‏

طعامُهم فوضَى فَضاً في رحالِهِمْ *** ولا يُحْسِنون السِّرَّ إلاّ تنادِيا

ويقال‏:‏ مالُهم فوضَى بينهم، إذا لم يخالِفْ أحدُهم الآخَر‏.‏ وتفاوَض الشَّريكان في المال، إذا اشتركا ففوَّض كلٌّ أمرَه إلى صاحبه، هذا راضٍ بما صنع ذاك وذاك راضٍ بما صنع هذا، ممَّا أجازته الشَّريعة‏.‏

‏(‏فوع‏)‏

الفاء والواو والعين يدلُّ على ثَوْرٍ في شيء‏.‏ يقال لخِمْرة الطِّيب وما ثار من ريحه‏:‏ فَوْعة‏.‏ ويقال لارتفاع النهار‏:‏ فَوعة‏.‏

‏(‏فوغ‏)‏

الفاء والواو والغين كلمةٌ إن صحَّت‏.‏ يقولون‏:‏ إن الفَوغ‏:‏ الضَّخم‏.‏ يقال‏:‏ امرأته فَوغاء‏.‏

‏(‏فوف‏)‏

الفاء والواو والفاء كلمةٌ واحدة‏.‏ يقولون‏:‏ الفُوف‏:‏ القُطن‏.‏ ثم يقال للبياض يُرَى في أظفار الأحداث‏:‏ الفُوف‏.‏ ومن ذلك يقال‏:‏ بُرْدٌ مفَوَّف‏.‏

‏(‏فوق‏)‏

الفاء والواو والقاف أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على عُلُوٍّ، والآخرُ على أوْبة ورُجوع‏.‏

فالأوّل الفَوْق، وهو العُلُوّ‏.‏ ويقال‏:‏ فلانٌ فاقَ أصحابَه يفوقُهم، إذا علاهم وأمرٌ فائق، أي مرتفع عالٍ‏.‏

وأمَّا الآخَر فَفُوَاق النَّاقَة، وهو رُجوع اللَّبنِ في ضَرعها بعد الحَلب‏.‏ تقول‏:‏ ما أقامَ عندَه إلاَّ فُوَاقَ ناقة‏.‏ واسم المجتمِع من الدِّرِّ‏:‏ فيقة، والأصل فيه الواو‏.‏ قال الأعشى‏:‏

حتَّى إذا فِيقةٌ في ضَرْعِها اجتمَعتْ *** جاءت لتُرضِع شِقّ النفس لو رَضَعا

وفي بعض الحديث في ذكر القرآن‏:‏ ‏"‏أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقَ اللَّقوح ‏"‏ معناه لا أقرأ جزئي مرّةً واحدة لكن شيئاً بعد شيء‏.‏ شبَّهَه بفُواق الدِّرَّة‏.‏ يقال فُوَاق وفَواق قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ما لَهَا مِنْ فَوَاق‏}‏ ‏[‏ص 15‏]‏، أي ما لها من رُجوعٍ ولا مَثْنَوِيّةٍ ولا ارتداد‏.‏ وقال غيرُه‏:‏ ما لها من نَظِرة‏.‏ والمعنيان قريبان‏.‏ ويقولون‏:‏ أفاقَ السَّكرانُ يُفيق، وذلك من أوبةِ عقلِه إليه‏.‏ والأفاويق‏:‏ ما اجتَمَعَ من الماء في السَّحاب‏.‏

ومن الباب الفُوق‏:‏ فُوق السَّهم* وسمِّي لأنَّ الوترَ يُجعَل كأنَّه قد رُدَّ فيه، والجمع أفواق‏.‏ ويقولون‏:‏ فُقىً، وهو مقلوبٌ‏.‏ ويقال سهمٌ أفْوَق، إذا انكسر فُوقه‏.‏

وممَّا شذَّ عن هذين الأصلين قولهم‏:‏ هو يَفُوق بنفسه‏.‏ وهذا من باب الإبدال وإنما أصلُه يسوق، والفاء بدلٌ من السين، وذلك إذا جادَ بنفْسه‏.‏

‏(‏فول‏)‏

الفاء والواو واللام كلمةٌ إن صحَّتْ‏.‏ يقولون‏:‏ الفُول‏:‏ الباقلَّى‏.‏

‏(‏فوم‏)‏

الفاء والواو والميم أصلٌ صحيحٌ مختلَفٌ في تفسيره، وهو، الفُوم‏.‏ قال قومٌ‏:‏ هو الثُّوم، وقال آخرون‏:‏ هو الحِنطة‏.‏ ويقولون‏:‏ فَوِّمُوا لنا، أي اخبزُوا‏.‏

‏(‏فوه‏)‏

الفاء والواو والهاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تفتُّحٍ في شيء‏.‏ من ذلك الفَوَه‏:‏ سَعة الفم‏.‏ رجلٌ أفْوَه وامرأةٌ فوهاء‏.‏ ويقولون أهلُ العربية‏:‏ إنَّ أصلَ الفم فَوَهٌ، ولذلك قالوا‏:‏ رجلٌ أفْوَه‏.‏ وفاهَ الرّجلُ بالكلام يَفُوهُ به، إذا لفَظَ به‏.‏ والمُفَوَّه‏:‏ القادر على الكلام‏.‏ وزعم ناسٌ أن الفَوَه أيضاً‏:‏ خُروج الثَّنايا العُلْيا وطُولُها‏.‏

ومن الباب الفُوَّهَة‏:‏ فم النَّهْر، وإنما بنَوه هذا البناء فرقاً بين الذي للنّهر والذي للإنسان‏.‏ والفُوه‏:‏ واحد أفواه الطِّيب، مثل سُوق وأسواق‏.‏ والقياس واحد، كأنَّه لما فاحت رائحتُه فاه بها، أي نطق‏.‏

‏(‏باب الفاء والياء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏فيج‏)‏

الفاء والياء والجيم يدلُّ على الإسراع‏.‏ ومن ذلك الفَيْج وقد مضى ذكره، ويقال أصله الواو‏.‏ والفائجة في الأرض‏:‏ ‏[‏متَّسع ما بين كلِّ مرتفعين من غِلظٍ أو رمل ‏]‏‏.‏

‏(‏فيح‏)‏

الفاء والياء والحاء كلمةٌ واحدة‏.‏ فاح يفيح، إذا ثار‏.‏ يقال ذلك في الرِّيح وغيرها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏الحمَّى من فَيح جهنم ‏"‏‏.‏ ويقال أصلُه الواو، وقد مضى‏.‏

‏(‏فيخ‏)‏

الفاء والياء والخاء كلمة‏.‏ يقولون‏:‏ أفاخ يُفيخ بِريحه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏كل بائلةٍ تُفيخ‏"‏‏.‏ ويقولون –وما أُراها صحيحةً- إنَّ الفَيْخَة‏:‏ السُّكُرُّجَة‏.‏

‏(‏فيد‏)‏

الفاء والياء والدال أُصَيلٌ صحيح، إلاَّ أنَّ كلِمَهُ لم تجِئ قياساً، وهو من الأبواب التي لا تنقاس‏.‏ من ذلك الفَيد، يقولون‏:‏ هو الزَّعفران‏.‏ وبه سمِّي الشَّعَْر الذي على جَحْفلة الفَرَس‏.‏ والفَيْد‏:‏ التبختُر في المَشْي‏.‏ يقال‏:‏ رجلٌ فيَّادٌ‏.‏ فأمَّا الفيَّاد في قول أبي النَّجم‏:‏

* ولستُ بالفَيَّادةِ المُقَصْمِلِ *

فيقال‏:‏ هو المعجَب بنفسه المتبختِر في مَشْيه‏.‏ وقالوا‏:‏ الفَيَّادة‏:‏ الأكول‏.‏ والفَيْد‏:‏ الموت‏.‏ ‏[‏فاد‏]‏ يَفيد‏.‏ والفَيَّاد‏:‏ ذكر البُوم‏.‏ قال‏:‏

ويَهماءَ باللَّيل غَطْشَى الفلا *** ةِ يُؤْنِسُنِي صوتُ فَيَّادِها

والفائدة‏:‏ استحداثُ مالٍ وخير‏.‏ وقد فادت له فائدة‏.‏ ويقال‏:‏ أفَدْتُ غيري، وأفدتُ من غيري‏.‏

‏(‏فيش‏)‏

الفاء والياء والشين كلمةٌ واحدة يقولون‏:‏ الفِياشُ‏:‏ المفاخَرة‏.‏ يقال‏:‏ فايَشَ، إذا فَاخَرَ‏.‏ قال‏:‏

أيُفايِشَون وقد رأَوْا حُفَّاثَهُمْ *** قد عَضَّه فقَضَى عليه الأشجَعُ

‏(‏فيص‏)‏

الفاء والياء والصاد أُصَيل يدلُّ على جَرَيانٍ في شيءٍ من ماء وما أشبهه‏.‏ يقال‏:‏ فاصَ الماء والدَّمُ، إذا قَطَرَ‏.‏ قال الأصمعيُّ في قول امرئ القَيْس‏:‏

* فهو عذبٌ يَفِيصُ *

ما أدري ما يَفِيص، ولكن يقال‏:‏ ما فاصَ بكلمةٍ، أي لم يُجْرِها لسانُه‏.‏ والقياس واحد‏.‏ ومن الباب‏:‏ ما لَه مَحِيصٌ ولا مَفِيص، أي مَخْلَص يجري فيه ويمُرّ‏.‏

‏(‏فيض‏)‏

الفاء والياء والضاد اصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على جَرَيانِ الشيء بُسهولة، ثم يقاسُ عليه‏.‏ من ذلك فاضَ الماء يَفِيض‏.‏ ويقال‏:‏ أفاضَ إناءَه، إذا ملأَه حتَّى فاض‏.‏ وأفاض دموعَه‏.‏ ومنه‏:‏ أفاض القومُ من عرَفةَ، إذا دَفَعوا، وذلك كجرَيَان السَّيل‏.‏ قال الله تعالى‏:‏‏{‏ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ‏}‏ ‏[‏البقرة 199‏]‏‏.‏ وأفاضَ القومُ في الحديث، إذا اندفَعُوا فيه‏.‏ قال سبحانه‏:‏ ‏{‏إذْ تُفِيضُونَ فِيهِ‏}‏ ‏[‏يونس 61‏]‏‏.‏ ومنه‏:‏ أفاضَ بالقداح، إذا ضرَبَ بها، كأنّه أجراها من يده‏.‏ قال‏:‏

وكأنَّهنَّ رِبابة وكأنَّه *** يَسَرٌ يُفِيض على القِداح ويَصدعُ

* ويقال‏:‏ أفاضَ البعير بجرَّته، إذا دفَعَ بها من صدره‏.‏ قال‏:‏

وأفَضْنَ بعد كُظُومهنَّ بجرَّةٍ *** من ذي الأباطحِ إذْ رعَيْنَ حَقيلا

وأرضٌ ذات فُيوضٍ، إذا كان فيها ماءٌ يَفيض‏.‏ وأعطَى فلانٌ ‏[‏فلاناً ‏]‏ غيضاً من فَيض، أي قليلاً من كثير‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ ونهر البَصرة وَحْدَه يُسمَّى الفَيض‏.‏

ومن الباب‏:‏ فاض الرَّجل، إذا مات‏.‏ قال‏:‏

* فَفُقِئت عينٌ وفاضَتْ نفسُ *

قال‏:‏ وسمعتُ مشيخةً فصحاءَ من ربيعةَ بنِ مالك يقولون‏:‏ فاضت نفسُه، بالضاد، وسمعت شيخاً منهم يُنشِد‏:‏

وكدتُ لولا أجَلٌ تأخّرا *** تَفِيض نفسي إذا زَهاهم زُمَرا

‏(‏فيظ‏)‏

الفاء والياء والظاء كلمةٌ‏.‏ يقال‏:‏ فاظَ الميِّت فَيْظاً، ولا يقال فاظَتْ نفسه‏.‏ قال‏:‏

* لا يَدفِنُون منهمُ مَن فاظاً *

‏(‏فيف‏)‏

الفاء والياء والفاء كلمةٌ‏.‏ الفَيف والفَيفاء‏:‏ المَفَازة‏.‏

‏(‏فيق‏)‏

الفاء والياء والقاف، ‏[‏الفِيقة‏]‏ قد مضى ذِكرُها، والأصل الواو، وهو ما اجتمَع من الدِّرَّة في الضَّرع‏.‏

‏(‏فيل‏)‏

الفاء والياء واللام أصلٌ يدلُّ على استرخاءٍ وضَعْفٍ‏.‏ يقال‏:‏ رجلٌ فِيلُ الرَّأْي‏.‏ قال الكُمَيت‏:‏

بني ربِّ الجوادِ فلا تَفِيلوا *** فما أنتمْ فنَعذِرَكم لِفِيلِ

ويمكن أن يكون القائل من هذا، وهو اللَّحم الذي على خُرْبة الوَرِك‏.‏ ويسمَّى للينِه‏.‏ وقال أبو عبيد‏:‏ كان بعضُهم يجعل الفائِلَ عِرقاً‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الباب المُفَايَلة‏:‏ لُعْبة‏.‏ ويخبِّئون الشَّيء في التُّراب ويَقْسِمونه قسمين، ويسألون في أيِّهما هو‏.‏ قال طَرَفة‏:‏

يشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَيزومُها بها *** كما قَسَم التُّرْبَ المُفَايِلُ باليدِ

‏(‏فين‏)‏

الفاء والياء والنون كلمةٌ‏.‏ يقولون‏:‏ يأتيه الفَينة ‏[‏بعد الفيْنة‏]‏، كأنّه أراد الحينَ بعد الحين‏.‏ والله أعلمُ بالصَّواب‏.‏

‏(‏باب الفاء والألف وما يثلثهما‏)‏

‏(‏فأر‏)‏

الفاء والألف والراء، ويسمون الألف فيه همزة‏.‏ الفأر معروف، يقال منه‏:‏ مكانٌ فَئِرٌ، أي كثير الفأر‏.‏ وفأرة المِسْك معروفة، وهي على معنى التشبيه‏.‏ وكذلك فأرة البعير، وهي ريحٌ تجتمع في رُسْغ البعير، وإذا مشى انْفَشَّتْ‏.‏

‏(‏فأس‏)‏

الفاء والألف والسين كلمة واحدة، وتستعار‏.‏ الفأس معروفة، والعدد أفؤس، والجمع فؤوس‏.‏ ويستعار فيقال لمُؤْخر القَمَحْدُوَةِ‏:‏ فأسٌ‏.‏ ‏[‏وفأس‏]‏ اللِّجام‏:‏ الحديدة القائمة في الحَنَك‏.‏

‏(‏فأل‏)‏

الفاء والألف واللام‏.‏ الفأل‏:‏ ما يُتفاءَل به‏.‏

‏(‏فأم‏)‏

الفاء والألف والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على اتِّساع في الشَّيء، وعلى كثرة‏.‏ فأمَّا الكثرة فالفئام‏:‏ الجماعة من الناس‏.‏ وأمَّا السَّعَة فالفِئام‏:‏ وِطاءٌ يكون في الهَودج، وجمعه فُؤُمٌ على فُعُل‏.‏ ويقال للبعير إذا امتلأ حارِكُه شَحْماً‏:‏ قد فُئِم حاركُه، وهو مُفْأَم‏.‏ والمُفْأَم من الرِّجال‏:‏ الواسع الجَوْف‏.‏ قال‏:‏

أخَذْنَ خُصُور الرَّمل ثم جَزَعْنَه *** على كلِّ قَينيٍّ قَشيبٍ وَمُفَأَمِ

‏(‏فأو‏)‏

الفاء والألف والواو أصلٌ صحيح يدلُّ على انفراجٍ في شيء‏.‏ يقال‏:‏ فَأوت رأسَه بالسَّيف فأْواً، أي فلَقْته‏.‏ والفَأْو‏:‏ فُرجةُ ما بين الجبلَين‏.‏ قال‏:‏

حتَّى انْفَأى الفَأْوُ عن أعناقها سحراً *** وقد نَشَحن فلا ريٌّ ولا هِيمُ

‏(‏فأد‏)‏

الفاء والألف والدال هذا أصلٌ صحيح يدلُّ على حُمَّى وشِدّةِ حرارة‏.‏ من ذلك‏:‏ فأَدْتُ اللَّحمَ‏:‏ شويته‏.‏ وهذا فَئِيدٌ، أي مشويّ‏.‏ والمِفْأد‏:‏ السَّفُود‏.‏ والمُفتأَد‏:‏ الموضِع يُشوَى فيه‏.‏ قال‏:‏

كأنَّه خارجاً من جَنْبِ صفحته *** سَفُّود شَرْب نسُوه عند مُفتَأدِ

ومما هو مِن قياس الباب عندنا‏:‏ الفُؤاد، سمِّي بذلك لحرارته‏.‏ والفأد‏:‏ مصدر فأدتُه، إذا أصبتَ فؤاده‏.‏ ويقولون‏:‏ فأَدْتُ المَلَّةَ، إذا مَلَلْتَها‏.‏

‏(‏باب الفاء والتاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏فـتح‏)‏

الفاء والتاء والحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على خلافِ الإغلاق‏.‏

يقال‏:‏ فتحت البابَ* وغيرَه فتحاً‏.‏ ثمَّ يحمل على هذا سائرُ ما في هذا البناء‏.‏ فالفَتْح والفُِتاحة‏:‏ الحُكْم‏.‏ والله تعالى الفاتح، أي الحاكم‏.‏ قال الشَّاعر في الفُِتاحة‏:‏

ألاَ أَبْلِغْ بني عوفٍ رسولاً *** بأنِّي عن فتاحتكم غنيُّ

والفَتح‏:‏ الماء يَخرُج من عينٍ أو غيرها‏.‏ والفَتْح‏.‏ النَّصر والإظفار‏.‏ واستفتحت‏:‏ استَنْصَرت‏.‏ وفي الحديث أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يَستفتحُ بصَعاليك المهاجرين والأنصار‏.‏ وفَواتحُ القُرآنِ‏:‏ أوائل السُّوَر‏.‏ وبابٌ فُتُحٌ، أي واسع مفتوح‏.‏

‏(‏فتخ‏)‏

الفاء والتاء والخاء أصلٌ صحيح يدلُّ على لِينٍ في الشَّيء‏.‏

فالفَتَخ‏:‏ لِينٌ في جناح الطَّائر‏.‏ وعُقابٌ فَتخاءُ، إذا انكسر جَناحُها في طَيَرانها‏.‏ وفَتَخَ أصابِعَ رِجلِهِ في جلوسه، إذا ليّنها‏.‏ وفي الحديث ‏"‏أنَّه كان عليه السلام إذا سَجَد جافَى عَضُدَيه عن جنبيه، وفَتَخَ أصابِعَ رِجلَيه‏"‏‏.‏ ويقال إنَّ الفَتَخَ‏:‏ عِرَضُ الكتف والقَدَم‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الأصل الفَتَخ، جمع فَتَخة، وهي كالحلْقة تُلبَس لُبْس الخاتم‏.‏ قال‏:‏

* تسقطُ منه فَتَخِي في كُمِّي *

‏(‏فتر‏)‏

الفاء والتاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على ضَعفٍ في الشَّيء‏.‏ من ذلك‏:‏ فَتَر الشّيءُ يَفْتُر فُتُوراً‏.‏ والطّرْف الفاتر‏:‏ الذي ليس بحديدٍ شَزْر‏.‏ وفَتَّرت الشَّيءَ وأفْتَرته‏.‏ قال الله تعالى‏:‏‏{‏لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ‏}‏ ‏[‏الزخرف 75‏]‏، أي لا يُضْعَف‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الباب‏:‏ الفِتْر‏:‏ ما بين طَرَف الإبهام وطرَف السبّابة إذا فتحتَهما‏.‏ وفَِتْر‏:‏ اسم امرأة، في قوله‏:‏

* أصَرَمْتَ حَبْلَ الوُدِّ من فَِتْر *

‏(‏فتش‏)‏

الفاء والتاء والشين كلمةٌ واحدة تدلُّ على بحثٍ عن شيء‏.‏ تقول‏:‏ فتَشْت فَتْشاً، وفتّشت تفتيشا‏.‏

‏(‏فتق‏)‏

الفاء والتاء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على فتحٍ في شيء‏.‏ من ذلك‏:‏ فتَقت الشّيء فتْقاً‏.‏ والفَتْق‏:‏ شقُّ عصا الجماعة‏.‏ والفَتْق‏:‏ الصُّبح‏.‏ وأعوام الفَتَق‏:‏ أعوام الخِصْب‏.‏ قال‏:‏

*لم تَرْجُ رِسْلاً بعد أعوامِ الفَتَق *

ويقال‏:‏ أفتَقَ القمر، إذا صادَفَ فَتقاً من سَحابٍ وطَلَع منه‏.‏ وأفْتَقَ القومُ، إذا انفتَقَ عنهم الغَيم‏.‏

قال الأصمعيّ‏:‏ جملٌ فتيق، إذا تفتَّقَ سِمَنا‏.‏ ويقال‏:‏ فَتِقَ يَفْتَق فَتَقاً‏.‏ والفَيْتق‏:‏ النَّجَّار، في قول الأعشى‏:‏

* في الباب فَيْتَقُ *

‏(‏فتك‏)‏

الفاء والتاء والكاف كلمةٌ تدلُّ على خلاف النُّسك والصَّلاح‏.‏ من ذلك الفَتْك، وهو الغَدْر، وهو الفِتْك أيضاً‏.‏ يقال‏:‏ فتَكَ به‏:‏ اغتالَه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏الإيمان قَيْد الفَتْك‏"‏‏.‏ وقال الشَّاعر‏:‏

لا مَهْرَ أغلَى من عليٍّ وإنْ غَلاَ *** ولا فَتْكَ إلاّ دُونَ فتكِ ابن مُلْجِم

‏(‏فتل‏)‏

الفاء والتاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على ليِّ شيء‏.‏ من ذلك‏:‏ فتَلت الحبلَ وغيرَه‏.‏ والفَتيل‏:‏ ما يكون في شِقِّ النَّواة كأنّه قد فتِل‏.‏ قال‏:‏

يَجمع الجَيش ذا الألوفِ ويَغزُو *** ثمَّ لا يرزَأ العدوَّ فَتِيلا

ويقال‏:‏ بل الفَتيل ما يُفتَل بين الإصبَعَين‏.‏ والفَتَل‏:‏ تباعُد الذِّراعين عن جنْبَيِ البعير، كأنَّهما لُوِيا لَيّا وفُتِلا حتى لُوِيا‏.‏ قال طَرَفة‏:‏

لها عضُدانِ أفْتَلاَنِ كأنَّها *** تمرُّ بسَلْمَىْ دالجٍ متشدِّدِ

ومن أمثالهم‏:‏ ‏"‏فلان يَفْتِل في ذِرْوةِ فُلانٍ‏"‏، أي يدور من وراء خَديعته‏.‏

‏(‏فتن‏)‏

الفاء والتاء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على ابتلاء واختبار‏.‏ من ذلك الفِتْنة‏.‏ يقال‏:‏ فتَنْتُ أفتِنُ فَتْناً‏.‏ وفَتَنْتُ الذّهبَ بالنّار، إذا امتحنتَه‏.‏ وهو مفتونٌ وفَتِين‏.‏ والفَتَّان‏:‏ الشَّيطان‏.‏ ويقال‏:‏ فتنه وأفْتَنَه‏.‏ وأنكر الأصمعيُّ أفتنَ‏.‏ وأنشُدوا في أفتِن‏:‏

لَئِنْ أفتنَتْني لَهْيَ بالأمسِ أفْتَنَت *** سعيداً فأضْحَى قد قَلى كلَّ مسلمِ

ويقال‏:‏ قلبٌ فاتن، أي مفتون‏.‏ قال‏:‏

رخِيمُ الكلامِ قَطِيع القيامِ *** أضْحَى فؤادِي به فاتِنا

قال الخليل‏:‏ الفَتْن‏:‏ الإحراق‏.‏ وشيءٌ فتين‏:‏ أي مُحْرَق‏.‏ ويقال للحَرَّة‏:‏ فَتين، كأنَّ حجارتَها مُحرَقة‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الأصل‏:‏ الفِتَان‏:‏ جِلدة الرَّحْل‏.‏ وقولهم* العيش فَِتْنان، أي لونان‏.‏ وهذه يجوز أن تُحمل على القياس، لأنّه يقول‏:‏

* والعيش فَِتْنان فحلوٌ ومُرّْ *

ويمكن أن يُختَبَر ابنُ آدمَ بكلِّ واحدٍ منهما‏.‏

‏(‏فتي‏)‏

الفاء والتاء والحرف المعتل أصلانِ‏:‏ أحدهما يدلُّ على طَرَاوة وجِدّة، والآخرة على تبيين حكم‏.‏

الفَتيّ‏:‏ الطَّرِيّ من الإبل، والفَتَى من الناس‏:‏ واحد الفِتْيان‏.‏ والفَتاء‏:‏ الشباب، يقال فتىً بيِّن الفَتاء‏.‏ قال‏:‏

إذا عاشَ الفتى مِائَتين عاماً *** فقد ذهبَ البشاشةُ والفَتاءُ

والأصل الآخر الفُتْيا‏.‏ يقال‏:‏ أفتى الفقيه في المسألةِ، إذا بيَّن حكمَها‏.‏ واستفتَيت، إذا سألتَ عن الحكم، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ في الكَلالَةِ‏}‏ ‏[‏النساء 176‏]‏‏.‏ ويقال منه فَتْوى وفُتْيا‏.‏

وإذا هُمِز خَرَج عن البابين جميعاً‏.‏ يقال ما فَتِئْتُ وفَتَأتُ أذكرُه، أي مازِلت‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قَالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُ تَذْكُرُ يُوسُفَ‏}‏ ‏[‏يوسف 85‏]‏، أي لا تزالُ تَذكرُ‏.‏

‏(‏باب الفاء والثاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏فثج‏)‏

الفاء والثاء والجيم أُصَيل يدلُّ على انقطاعٍ في شيءٍ ماءٍ أو غيرِه‏.‏ عَدَا الرّجُل حتى أفثج، أي أعيا‏.‏ ويقال‏:‏ بئر لا تُفْثَج، أي لا تُنْزَح وقيل ذلك لما قلنا، فلا تُفْثَج أي لا ينقطع ماؤها‏.‏ ويقال‏:‏ فَثَجَت النّاقةُ، إذا حالت فلم تَحمِل‏.‏‏

‏(‏فثر‏)‏

الفاء والثاء والراء كلمةٌ واحدة، وهي الفاثور، وهو الخُِوَان يُتَّخَذ من رَخام أو نحوِه‏.‏ ويقولون في بعض الكلام‏:‏ هي على فاثورٍ واحد‏.‏ كأنّه أراد بساطاً واحداً‏.‏‏

‏(‏فثأ‏)‏

الفاء والثاء والهمزة يدلُّ على تسكين شيءٍ يغلي ويفور‏.‏ يقال‏:‏ فَثَأْتُ القِدرَ‏:‏ سكَّنت من غَلَيانها‏.‏ قال‏:‏‏

* وتَفثؤها عَنّا إذا حَمْيُها غلا *‏

ويقال‏:‏ عدا حَتَّى أفثَأَ، أي أعيا‏.‏‏

‏(‏باب الفاء والجيم وما يثلثهما‏)‏

‏(‏فجر‏)‏

الفاء والجيم والراء أصلٌ واحدٌ، وهو التفتح في الشَّيء‏.‏ من ذلك الفَجْر‏:‏ انفِجار الظُّلمة عن الصُّبح‏.‏ ومنه‏:‏ انفجَرَ الماء انفجاراً‏:‏ تفتَّحَ‏.‏ والفُجْرَة‏:‏ موضع تفتُّح الماء‏.‏ ثمَّ كثُر هذا حتَّى صار الانبعاثُ والتفتُّح في المعاصي فُجوراً‏.‏ ولذلك سمِّي الكَذِب فجوراً‏.‏ ثم كثُر هذا حتَّى سمِّي كلُّ مائلٍ عن الحقِّ فاجراً‏.‏ وكلُّ مائلٍ عندَهم‏.‏ فاجر‏.‏ قال لبيد‏:‏‏

غليظاً وإن أخَّرتَ فالكِفل ‏[‏فاجرُ‏]‏ *** فإنْ تتقدَّمْ تَغْشَ منها مقدَّما‏

ومن الباب الفَجَر، وهو الكرم والتفجُّر بالخير‏.‏ ومَفَاجِر الوادي‏:‏ مَرافِضُه، ولعلَّها سمِّيت مفاجرَ لانفجار الماء فيها‏.‏ قال‏:‏‏

* بجَنْبِ العَلَنْدَى حيث نام المَفاجِرُ *‏

ومُنْفجر الرمل‏:‏ طريق يكون فيه‏.‏ ويوم الفِجارِ‏:‏ يومٌ للعرب استُحِلّتْ فيه الحُرمة‏.‏‏

‏(‏فجس‏)‏

الفاء والجيم والسين كلمة إنْ صحَّت‏.‏ يقولون‏:‏ الفَجْس‏:‏ التكبُّر والتعظُّم‏.‏ يقال منه‏:‏ تَفَجَّسَ‏.‏‏

‏(‏فجع‏)‏

الفاء والجيم والعين كلمةٌ واحدة، وهي الفَجِيعة، وهي الرَّزيَّة‏.‏ ونزلتْ بفلان فاجعةٌ، وتفجَّعَ، إذا توجَّع لها‏.‏‏

‏(‏فجل‏)‏

الفاء والجيم واللام كلمةٌ هي نَبْت، وقال قوم‏:‏ فَجِلَ الشيءُ‏:‏ غَلُظ واستَرْخَى‏.‏ وكلُّ شيء عَرَّضته فجَّلْتَه‏.‏‏

‏(‏فجو

‏)‏

الفاء والجيم والحرف المعتل يدلُّ على اتِّساعٍ في شيء‏.‏ فالفَجْوة‏:‏ المتَّسَع بين شَيئين‏.‏ وقَوْسٌ فَجْواء‏:‏ بانَ وترُها عن كَبدها‏.‏ وفَجْوة الدَّار‏:‏ ساحتُها‏.‏ والفَجَا‏:‏ تَباعُدُ ما بين عُرقوبَيِ البعير‏.‏‏

وإذا هُمِزَ قلت‏:‏ فَجِئَني الأمرُ يفجَؤُني‏.‏‏

‏(‏فجم‏)‏

الفاء والجيم والميم‏.‏ زعم ابنُ دريد‏:‏ تفجَّم الوادِي وانفجم، إذا اتَّسع‏.‏ وهذه فُجْمَة الوادِي، أي متَّسَعُه‏.‏‏

‏(‏فجن‏)‏

الفاء والجيم والنون‏.‏ يقولون‏:‏ إنَّ السَّذَاب يقال له الفَيْجَن‏.‏‏

‏(‏باب الفاء والحاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏فحص‏)‏

الفاء والحاء والصاد أصلٌ صحيح، وهو كالبحثِ عن الشيء‏.‏ يقال‏:‏ فحصت عن الأمر فحصاً‏.‏ وأُفحوص القَطا‏:‏ موضِعُها في الأرض، لأنَّها تفحصه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏فَحَصُوا عن رؤوسهم‏"‏، كأنَّهم تركوها مثلَ أفاحِيص القَطا فلم يَحلِقُوا *عنها‏.‏ وفحَصَ المطرُ التُّرَاب، إذا قلَبَه‏.‏

‏(‏فحس‏)‏

الفاء والحاء والسين‏.‏ يقولون‏:‏ الفَحْس‏:‏ لَحْسُك الشيء بلسانك عن يَدِك‏.‏

‏(‏فحش‏)‏

الفاء والحاء والشين كلمةٌ تدلُّ على قُبحٍ في شيء وشَناعة‏.‏ من ذلك الفحْش والفَحْشاء والفاحشة‏.‏ يقولون‏:‏ كلُّ شيء جاوَزَ قَدرَه فهو فاحش؛ ولا يكون ذلك إلاّ فيما يُتَكَرَّه‏.‏ وأفْحَشَ الرّجلُ‏:‏ قال الفُحْشَ‏:‏ وفَحَشَ، وهو فَحَّاش‏.‏ ويقولون‏:‏ الفاحش‏:‏ البخيل، وهذا على الاتِّساع، والبخلُ أقبحُ خِصال المرء‏.‏ قال طرفة‏:‏

أرَى الموتَ يَعتامُ الكِرامَ ويصطفي *** عقيلةَ مالِ الفاحشِ المتشدِّدِ

‏(‏فحل‏)‏

الفاء والحاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ذَكارةٍ وقُوَّة‏.‏ من ذلك الفَحْلُ من كلِّ شيء، وهو الذَّكَرُ الباسل‏.‏ يقال‏:‏ أفحلتُه فحلاً، إذا أعطيتَه فحلاّ يَضرِب في إبله‏.‏ وفَحَلْتُ إبلي، إذا أرسلتَ فيها فحلَها‏.‏ قال‏:‏

* نَفحَلها البِيضَ القليلاتِ الطَّبَعْ *

وهذا مثَلٌ، أي نُعَرْقِبُهَا بالبِيض‏.‏ يصف إبلاً عُرْقِبَتْ بالسُّيوف‏.‏

وأمَّا الحصير المتَّخَذ من الفُحّال فهو يسمَّى فَحْلاً لأنَّه من ذلك يُتَّخَذ‏.‏ والفُحّال‏:‏ فُحَّال النَّخْل، وهو ما كان من ذُكوره فحلاً لإناثه، والجمع فَحاحيل‏.‏ وفَحْلٌ فَحِيلٌ‏:‏ كريمٌ‏.‏ قال‏:‏

كانتْ نجائبُ مُنْذِرٍ ومحرِّقٍ *** أُمَّاتِهِنَّ، وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا

والعرب تسمِّي سهيلاً‏:‏ الفحل، تشبيهاً له بفحل الإبل، لاعتزالِهِ النجوم، وذلك أنَّ الفحلَ إذا قَرَعَ الإبلَ اعتزَلَها‏.‏ ويقولون على التشبيه‏:‏ امرأةٌ فَحْلَة، أي سليطة‏.‏

‏(‏فحم‏)‏

الفاء والحاء والميم أصلانِ، يدلُّ أحدُهما على سوادٍ والآخر على انقطاع‏.‏

فالأوَّل الفحْم ويقال الفَحَم، وهو معروف‏.‏ قال‏:‏

* كالهَِبْرَِقِيِّ تَنَحَّى ينفُخ الفَحَما *

ويقال‏:‏ فحَّمَ وجهَه، إذا سوّده‏.‏ وشعرٌ فاحم‏:‏ أسود‏.‏ وفَحمة العِشاء‏:‏ سَواد الظَّلام‏.‏

والأصل الآخر‏:‏ بكى الصَّبيّ حتَّى فَحُم، أي انقطع صوتُه من البُكاء‏.‏ ويقال‏:‏ كلَّمتُه حتى أفحمتُه‏.‏ وشاعرٌ مُفحَم‏:‏ أي انقطَعَ عن قول الشِّعْر‏.‏

‏(‏فحو‏)‏

الفاء والحاء والحرف المعتلّ كلمةٌ واحدة‏.‏ منها الفِحَا‏:‏ أبزارُ القدر‏.‏ يقال‏:‏ فحِّ قِدرَك‏.‏ فأمَّا فَحوَى الكلامِ فهو ما ظَهَرَ للفهم من مَطاوِي الكلام ظهورَ رائحة الفحاء من القدر، كفَهْم الضَّرب من الأفّ‏.‏

‏(‏فحث‏)‏

الفاء والحاء والثاء كلمةٌ واحدة‏.‏ فالفَحث‏:‏ الجَوْف‏.‏ يقال‏:‏ ملأ أفحاثه، أي جوفَه‏.‏

‏(‏فحج‏)‏

الفاء والحاء والجيم كلمةٌ واحدة، وهي الفَحَج، وهو تباعُدُ ما بين أوساطِ السّاقَينِ في الإنسانِ والدّابة‏.‏ والنَّعت أفحجُ وفحجاء، والجمع فُحْج‏.‏

‏(‏باب الفاء والخاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏فخر‏)‏

الفاء والخاء والراء أَصلٌ صحيحٌ، وهو يدلُّ على عِظَم وقِدم‏.‏ من ذلك الفخر‏.‏ ويقولون في العبارة عن الفَخْر‏:‏ هو عَدُّ القديم، وهو الفَخَر أيضاً‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ فَخَرت الرَّجلَ على صاحبه أفْخَرُه فخراً‏:‏ أي فضَّلتُه عليه‏.‏ والفَخِير‏:‏ الذي يفاخرك، بوزن الخصيم‏.‏ والفِخِّير‏:‏ الكثير الفَخْر‏.‏ والفاخر‏:‏ الشيء الجيِّد‏.‏ والتفخُّر‏:‏ التعظُّم‏.‏ ونخلةٌ فَخُور‏:‏ عظيمة الجِذْع غليظةُ السَّعَف‏.‏ والناقة الفَخور‏:‏ العظيمة الضَّرْع القليلةُ الدَّرِّ‏.‏ كذا قال ابن دريد‏.‏ والفاخر من البُسْر‏:‏ الذي يعظُمُ ولا نَوَى فيه‏.‏ ويقولون‏:‏ فرسٌ فَخُور، إذا عظُمَ جُرْدانه‏.‏‏

ومما شذَّ عن هذا الأصل الفَخَّار من الجِرَارِ، معروف‏.‏‏

‏(‏فخل‏)‏

الفاء والخاء واللام ليس فيه شيء‏.‏ غير أنَّ ابنَ دريد زعم أنَّه يقال‏:‏ تفخّل الرجل، إذا أظهَرَ الوقار والحِلْمَ‏.‏ وتفخَّل أيضاً‏.‏ إذا تهيَّأ ولَبِسَ أحسنَ ثيابِه‏.‏‏

‏(‏فخم‏)‏

الفاء والخاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على جَزَالةٍ وعِظَم‏.‏ يقال‏:‏ منطِقٌ فَخْم‏:‏ جزل‏.‏ ويقولون‏:‏ الفَخْم من الرِّجال‏:‏ الكثير لحم الوجْنَتين‏.‏‏

‏(‏فخت‏)‏

الفاء والخاء والتاء كلمة، وهي الفَخْت، ويقولون‏:‏ إنَّه ضوء القمرِ أوّلَ ما يبدو منه‏.‏ ومنه اشتقاق الفاختة، للونها‏.‏‏

‏(‏فخذ‏)‏

الفاء والخاء والذال كلمةٌ واحدة، وهي الفَخِذ من الإنسان، معروفة، واستعير* فقيل الفَخْذ بسكون الخاء، دون القَبِيلة وفوق البَطْن، والجمع أفخاذ‏.‏‏

‏(‏باب الفاء والدال وما يثلثهما‏)‏

‏(‏فدر‏)‏

الفاء والدال والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على قَطْعٍ وانقطاع، من ذلك الفِدْرَة‏:‏ القِطعةُ من اللَّحم؛ ولست أدرِي أُبنِيَ منها فعلٌ أم لا‏.‏ ويقولون‏:‏ فَدَرَ الفحلُ، إذا عَجَز عن الضِّراب، وهو فادر‏.‏ وسمِّي لأنَّه إذا عَجَز فقد قَطعه‏.‏ وجمع فادر فوادر‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ هذا مما نَدَر فجاء منه فاعل على فواعل‏.‏ والمَفْدَرة‏:‏ مكان الوُعول الفُدْر‏.‏

‏(‏فدش‏)‏

الفاء والدال والشين ليس قبله إِلاَّ ‏[‏طريفة‏]‏ من طرائف ابن دريد، قال‏:‏ فدشت الشَّيء، إذا شدختَه‏.‏ وفدشْتُ رأسَه بالحجَر‏.‏

‏(‏فدع‏)‏

الفاء والداء والعين أصلٌ فيه كلمة واحدة، وهي الفَدَع‏:‏ عِوَجٌ في المفاصل، كأنَّها قد زالت عن أماكنها‏.‏ ويقولون‏:‏ كلُّ ظليم أفدع، وذلك أنَّ في مفاصله انحرافاً‏.‏ ويقال بل الفدَع‏:‏ انقلابُ الكفِّ إلى إنسيِّها، يقال منه‏:‏ فَدِعَ يفدَع فَدَعاً‏.‏

‏(‏فدغ‏)‏

الفاء والدال والغين‏.‏ زعم ابنُ دريد أن الفَدْغ‏:‏ الشَّدخ‏.‏ وذَكَر الحديث‏:‏ ‏"‏إذاً تَفْدَغَ قُرَيشٌ رأسي‏"‏‏.‏ وهذا صحيح‏.‏

‏(‏فدم‏)‏

الفاء والدال والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على خُثورة وثِقَلٍ وقِلّة كلامٍ في عِيٍّ‏.‏ من ذلك قولُهم‏:‏ صِبْغٌ مُفَدَّم، أي خاثر مشبّع‏.‏ قالوا‏:‏ ومن قياسِه الرّجلُ الفَدْم، وهو القليل الكلام مِن عِيّ‏.‏ وهو بيِّنُ الفُدُومة والفَدامة‏.‏ وهذا كلُّه قياسُه الفِدام‏:‏ الذي تُفَدَّم به الأباريق لتصفية ما فيها من شَراب‏.‏

‏(‏فدك‏)‏

الفاء والداء والكاف كلمةٌ واحدة، وهي فَدَك‏:‏ بلد‏.‏ ومن طرائف ابن دريد‏:‏ فَدَكْتُ القطن‏:‏ نفشتُه‏.‏ قال‏:‏ وهي لغةٌ أزْديَّة‏.‏

‏(‏فدن‏)‏

الفاء والداء والنون كلمةٌ واحدة، وهي الفَدَن، يقولون‏:‏ إنَّه القَصْر‏.‏

‏(‏فدي‏)‏

الفاء والدال والحرف المعتل كلمتانِ متباينتان جدّاً‏.‏ فالأولى‏:‏ أنْ يُجعلَ شيءٌ مكانَ شيءٍ حِمىً له، والأُخْرى شيءٌ من الطَّعام‏.‏

فالأولى قولك‏:‏ فديتُه أَفدِيه، كأنَّك تحميه بنفسك أو بشيء يعوِّض عنه‏.‏ يقولون‏:‏ ‏[‏هو ‏]‏ فِداؤك، إذا كسرتَ مددت، وإذا فتحت قصرت، يقال هو فَدَاك‏.‏ قال‏:‏

فَدىً لكما رجليَّ أمِّي وخالتي *** غداةَ الكُلاب إذْ تحزُّ الدوابِرُ

وقال في الممدود‏:‏

مهلاً فِداءً لك الأقوامُ كلُّهم *** وما أثمِّرُ من مالٍ ومن وَلَدِ

ويقال‏:‏ تفادَى من الشَّيء، إذا تحاماه وانزَوَى عنه‏.‏ والأصل في هذه الكلمة ما ذكرناه، وهو التَّفادِي‏:‏ أن يَتَّقيَ النّاسُ بعضُهم ببعض، كأنَّه يجعل صاحبَه فداءَ نفسِه‏.‏ قال‏:‏

* تَفادَى الأُسودُ الغُلبُ منه تفاديا *

والكلمة الأُخرى الفَدَاء ممدود، وهو مُِسْطَح التَّمر بلغة عبد القيس، حكاه ابن دُريد‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ الفَداء‏:‏ جماعة الطَّعام من الشَّعير والتَّمر ونحوِها‏.‏ قال‏:‏

كأنّ فَدَاءَها إِذْ جرّدُوه *** وَطافوا حولَه سُلَكٌ يتيمُ

‏(‏فدج‏)‏

الفاء والدال والجيم‏.‏ يقولون‏:‏ إنَّ الفَوْدج‏:‏ الهَودج‏.‏ قال الخليل‏:‏ الفَودج‏:‏ النّاقةُ الواسعة الأرفاغ‏.‏ وشاةٌ مُفَوْدَجَة‏:‏ ينتصب قرناها ويلتقي طَرَفاهُما‏.‏

‏(‏فدح‏)‏

الفاء والدال والحاء كلمة‏.‏ فَدَحَه الأمر‏.‏ إذا عالَه وأثقله، فَدْحاً‏.‏ وهو أمرٌ فادح‏.‏

‏(‏فدخ‏)‏

الفاء والدال والخاء ليس فيه إلاَّ طريفة ابنِ دريد‏:‏ فدَخْتُ الشَّيء، مثل شَدَخته‏.‏